(كونا) — عبرت الكويت اليوم امام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن ادانتها واستنكارها الشديدين للهجوم على منشآت نفطية في (بقيق) و(هجرة خريص) في السعودية.
واكد سفير الكويت لدى النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا صادق معرفي في كلمة الكويت امام اعمال الدورة ال63 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوف الكويت التام الى جانب المملكة وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على امنها وسلامة اراضيها.
وحول التجارب النووية قال معرفي ان الكويت تدين بشدة القيام باي تجارب نووية تساهم في تقويض السلامة البشرية كما تدين اي استفزاز او تصرف من شانه ان يضر بالامن والسلم الدوليين.
واضاف ان “من هذا المنطلق فان الكويت تدين جميع التجارب النووية التي قامت بها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وتدعوها الى الالتزام بالمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وترحب بخطوات الحوار التي اتخذت مؤخرا”.
وشدد معرفي على اهمية انضمام اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية لاسيما وانها الدولة الوحيدة غير الطرف بالمعاهدة في المنطقة داعيا الى اخضاع كافة منشأتها الى نظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي هذا الصدد اكد ترحيب الكويت باعلان مدير عام الوكالة بالانابة كورنيل فيروتا ان الوكالة ستشارك بالمؤتمر المزمع عقده في نيويورك نوفمبر المقبل بان يكون الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وتدعو كافة الدول المعنية للمشاركة فيه ودعمه اتساقا مع القرارات الدولية ومخرجات مؤتمرات مراجعة عدم الانتشار ذات الصلة.
وحول خطة العمل الشاملة والمشتركة اعرب السفير معرفي عن تقدير الكويت لدور الوكالة في متابعة تنفيذ الاتفاق بموجب قرار مجلس الامن (2231) واصدارها للتقارير ذات الصلة.
وقال “اننا نتابع باهتمام بالغ التطورات في هذا السياق لاسيما التقارير الاخيرة التي تؤكد حياد ايران عن الالتزام الكامل بتنفيذ بنود خطة العمل الشاملة والمشتركة”.
واشار الى ان الكويت رحبت بخطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015 خاصة وانها اعتمدت من قبل مجلس الامن الدولي.
وذكر ان خطة العمل الشاملة اكدت ضرورة وفاء ايران بالتزاماتها الكاملة وفق معاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واضاف انه “على الرغم من ادراكنا بأن الاتفاق الذي تم لا يلبي مشاغل وقلق دول المنطقة الا اننا ومن منطلق روح التعاون ودعم الجهود الدبلوماسية عبرنا عن املنا في ان يساهم هذا الاتفاق في تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
واشار بهذا الصدد الى ان عدم وجود بديل لهذا الاتفاق يجعل بقائه مهما لضمان استمرار الوكالة بالتحقق من سلمية البرنامج النووي الايراني.
وفي هذا السياق اكد احترام الكويت والتزامها بتنفيذ قرارات مجلس الامن “الا اننا نرى بأن الاسباب التي ادت الى تدهور حالة خطة العمل الشاملة المشتركة تستدعي اعادة تسليط الضوء على معالجة كافة الشواغل الاقليمية والدولية المرتبطة بالاتفاق”.
وقال ان الكويت تؤكد على حق جميع الدول بانتاج وتطوير واستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية في اطار ما نصت عليه معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية.
واضاف ان الكويت تدعو ايران الى استمرار تعاونها وبشفافية تامة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعودة الى الالتزام الكامل بالاتفاق.
واعرب عن تطلع الكويت الى قيام ايران بالمصادقة على البروتوكول الاضافي وتنفيذه ليتسنى للوكالة ان تكون في وضع يمكنها من تقديم تأكيدات ذات مصداقية بشأن عدم وجود مواد وانشطة نووية غير معلنة في ايران ويضمن استمرار وضعيتها كدولة غير حائزة على السلاح النووي.
واكد دعم الكويت لكافة الجهود والمساعي الرامية الى تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة التي عانت طويلا من الاضطرابات والحروب.
وحول الطاقة قال السفير معرفي ان احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم تؤكد حتمية حصول زيادة كبيرة في امدادات الطاقة للعقود المقبلة.
واضاف ان الطاقة النووية تعتبر مصدرا مكملا وليس بديلا لمصادر الطاقة الاخرى فان خيار اعتماد الطاقة تحدده السياسات الوطنية للدول وفقا لاحتياجاتها وتطلعاتها وقدراتها.
واشاد بدور وجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية للنهوض بدور الوكالة التي تنقل مساهمات الوكالة الى مستويات اعلى في تسخير الطاقة الذرية من اجل السلام والتنمية في العالم.
واشاد بقرار المؤتمر والخاص باطلاق اسم المدير الراحل يوكيا امانو على المختبر المرن القابل للتعديل التابع لمختبرات الوكالة في سايبرسدورف تخليدا للجهود التي قام بها.
واشار الى ان هذا العام يشهد مرور 55 عاما منذ انضمام الكويت الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدا استمرار الكويت بالتعاون مع الادارات المختلفة في الوكالة من اجل تمكينها من استخدام الطاقة النووية وبناء مؤسساتها وقدراتها الوطنية المطلوبة لتنفيذ مشاريع حيوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
واوضح انه تم اختيار مركز الكويت لمكافحة السرطان كمركز اقليمي وفقا لاتفاقية التعاون بين الدول العربية في آسيا للبحث والتطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية.
واضاف ان الكويت استضافت ايضا احدى البعثات الاستشارية بشأن البنية التحتية التنظيمية للسلامة فضلا عن استضافة دورة اقليمية حول امن المصادر المشعة لمنطقة أسيا والمحيط الهادي.
وقال معرفي “اننا نتطلع على الدوام لمزيد من التعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الاطار”.
وذكر ان الكويت وقعت امس ايضا على الاتفاقية الاطارية الثالثة للبرنامج القطري للفترة 2020-2025.
واضاف ان الكويت ستوقع ايضا على اتفاقية الترتيبات العملية لدعم التعاون في مجال رصد وحماية البيئة البحرية.
وكشف كذلك ان الكويت ستوقع خلال اكتوبر المقبل على اتفاقية لتعيين مركز ابحاث البيئة وعلوم الحياة التابع لمعهد الكويت للابحاث العلمية كمركز متعاون مع الوكالة في مجال استخدام التقنيات النووية والنظائر لدراسة ودفع العلوم الساحلية والبحرية.
وحول مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال ان معرفي الكويت على وشك الانضمام للمجلس للفترة 2019-2021 وهي المرة الخامسة التي ستتشرف بها بالانضمام له.
وقال “اننا نتطلع الى ان تحظى الكويت بثقة المؤتمر العام واعتمادها كاحد اعضاء المجلس للفترة المقبلة نيابة عن مجموعة الشرق الاوسط وجنوب اسيا”.
واكد الحرص على المشاركة الفعالة في اعمال اجهزة صنع السياسات بالوكالة بهدف بلوغ اهدافنا المرجوة.
ويشارك من الكويت في اعمال الدورة ال63 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كل من مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين ومدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتورة سميرة عمر ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجارالله ومدير مركز جابر للتصوير الجزيئي الدكتور فهد معرفي.