بعد 178 عاماً من العمل.. “توماس كوك” تعلن إفلاسها
(رويترز): تتواصل تداعيات تصفية شركة الرحلات البريطانية “توماس كوك” ،عقب فشل مفاوضات الإنقاذ المالي.
و”توماس كوك” التي تعمل منذ 178 عاماً، تم تقديم طلب إلى المحكمة العليا من أجل التصفية الإلزامية للشركة قبل بدء تعاملات اليوم، حيث تمت الموافقة عليه من أجل تعيين الحارس القضائي الرسمي كمأمور لتصفية الشركة.
وتدير “توماس كوك” فنادق ومنتجعات وخطوطاً جوية لـ19 مليون شخص سنوياً داخل 16 دولة، وتوظف 21 ألف شخص.
ومع إفلاس الشركة فإنه يوجد 160 ألف مسافر بريطاني معلقين نتيجة إلغاء رحلاتهم.
وتراكمت الديون على “توماس كوك” حتى وصلت إلى 2.1 مليار دولار، ومنعتها تلك الديون من الاستجابة إلى المنافسة الإلكترونية التي انتشرت مؤخراً.
ومع تراكم الديون على مدى السنوات نتيجة الصفقات في الأوقات الخاطئة؛ فإن الشركة لم يكن أمامها سوى تأمين 3 ملايين رحلة سنوية فقط لتأمين مدفوعات الفوائد لديها، وهو الأمر الذي صعب تنفيذه.
من جانبها قالت وزارة السياحة التركية إنها تعتزم بالتعاون مع وزارة المالية تقديم حزمة دعم على شكل قروض للشركات المحلية المتضررة من انهيار توماس كوك.
وأوضحت على أن 21 ألفا و33 زبونا لتوماس كوك يقضون عطلاتهم في تركيا حاليا، مضيفة أن حزمة دعم الشركات ستدخل حيز التنفيذ قريبا.
بينما قالت مجموعة بلو سكاي، وكيل توماس كوك في مصر، يوم الاثنين إنه تقرر إلغاء حجوزات حتى أبريل نيسان 2020 لعدد 25 ألف سائح إلى مصر.
وقال حسام الشاعر رئيس مجلس إدارة بلو سكاي في بيان أرسل إلى رويترز إن لدى الشركة 1600 سائح في منتجع الغردقة بمصر حاليا.
وأضاف البيان ”الأعداد المتوقعة لعام 2020 تبلغ 100 ألف سائح“ إلى مصر من خلال توماس كوك.
من جانبه قال وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي لرويترز يوم الاثنين إن شركة توماس كوك تدين للفنادق التونسية بمبلغ 60 مليون يورو (65.9 مليون دولار) عن إقامة سياح في شهري يوليو تموز وأغسطس آب، مضيفا أن 4500 عميل من شركة توماس كوك ما زالوا في البلاد يقضون عطلاتهم.
وقطاع السياحة في تونس مصدر رئيسي للعملة الأجنبية. وكانت تونس تتوقع استقبال حوالي 50 ألف سائح بريطاني عبر توماس كوك في الأشهر الثلاثة الاخيرة من هذا العام.
وقال الطرابلسي لرويترز ”غدا سيكون لي اجتماع أزمة مع السفارة البريطانية وأصحاب الفنادق لمناقشة كيفية تسديد هذه الديون“.
وانهارت توماس كوك، أقدم شركة رحلات في العالم، اليوم لتتقطع السبل بنحو نصف مليون من السائحين في أنحاء العالم وتنطلق أضخم مساعي إعادة مواطنين من الخارج في زمن السلم في التاريخ البريطاني.
وقالت هيئة الطيران المدني البريطانية إن توماس كوك أوقفت بيع الرحلات وإن لدى الهيئة والحكومة أسطولا من الطائرات المستعدة لإعادة العملاء البريطانيين.
وقال سياح بريطانيون يوم الأحد إن فندقا تونسيا منعهم من المغادرة قبل أن يتم الاتفاق مع توماس كوك.
وقالت وزارة السياحة إنه كان سوء تفاهم.
وتسهم السياحة في تونس بحوالي ثمانية بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وهي ثاني أكبر مشغل للأيدي العاملة بعد القطاع الزراعي.
وتتوقع تونس استقبال تسعة ملايين سائح هذا العام، في تعاف من آثار هجمات استهدفت سياحا في 2015.
في سياق متصل قال ثاني أكبر مساهم في توماس كوك إنه سيجري بيع الشركة إما بشكل كامل أو على أجزاء بعد انهيارها، مضيفا أنه سينظر في العروض قبل أن يتخذ قرارا بشأن شراء مزيد من الأصول.
وقال ناسيت كوكار، الذي يملك 8 بالمئة في شركة السياحة البريطانية، إن توماس كوك مدينة ”ببضع مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية“ لشركات تركية وربما لا يجري سدادها بعد بيع الشركة.
يرأس كوكار أنيكس تورز التركية التي تقدم خدماتها بشكل أساسي للسائحين من دول مثل روسيا وأوكرانيا.