الكويت تركز جهودها الإنسانية عبر دعم الفئات الأكثر حاجة
(كونا) – في ضوء أوضاع تستدعي المزيد من المساعدات الإنسانية والتنموية في مختلف المجالات الاستراتيجية في عدد من الدول ركزت الكويت جهودها عبر مختلف هيئاتها على مد يد العون للفئات الأكثر حاجة بهدف الإسهام بشكل فعال في تحسين سبل المعيشة ودعم الوضع الداخلي.
وفي هذا الإطار سلمت الكويت تبرعا ماليا بقيمة 12 مليون دولار لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في مسعى للمساهمة في دعم برامجها الإنسانية في اليمن.
وقال مدير مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين سلفادور لومباردو عقب لقاء مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بجنيف السفير جمال الغنيم لتسلم التبرع إن المخصصات الكويتية ستوجه للتعامل مع ازمات النازحين داخليا.
وأشاد المسؤول الأممي بالدعم “السخي” الذي تقدمه الكويت لتمويل برامج مفوضية اللاجئين باليمن موضحا أنها تعمل على توفير المأوى المناسب للنازحين الى جانب ايضا رعاية اللاجئين القادمين الى اليمن من الصومال ومنطقة القرن الافريقي حيث يعيشون في مخيمات ويحتاجون ايضا الى الدعم بكل انواعه.
واكد ان كل هذه البرامج تتم بالتعاون مع منظمات اممية اخرى منها منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها.
ووصف العلاقة بين المفوضية والكويت بأنها تاريخية مضيفا أننا “نعول عليها دوما في تعاون مشترك يتعلق بملفات اللاجئين ليس فقط في المنطقة بل ايضا في دول مختلفة أخرى”.
وعلى الصعيد الميداني أيضا شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن افتتاح مشروع الطوارئ التوليدية في (مركز الكويت الصحي) بتمويل جمعية (الرحمة العالمية) بحضور عدد من المسؤولين اليمنيين.
وذكرت (مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية) المنفذة للمشروع في بيان أن المشروع الذي يأتي ضمن حملة (الكويت بجانبكم) المستمرة منذ سنوات يهدف إلى تعزيز الجهود الرامية لتحسين الرعاية الصحية والصحة الإنجابية لدى النساء في حالات الطوارئ.
وقال مدير المؤسسة رائد إبراهيم إن المشروع يشمل أقسام المعاينة والولادة وما بعد الولادة وعيادة أمراض النساء والتوليد والصحة الإنجابية والاستشارات الطبية مبينا أنها تعمل على مدى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع وبطاقة استيعابية تزيد على 150 حالة ولادة شهريا.
وأوضح أن المشروع يسهم في توفير الرعاية التوليدية الطارئة المنقذة للأرواح ومنع المضاعفات قبل وبعد الولادة وخلالها.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير باسم الشعب اليمني للكويت أميرا وحكومة وشعبا ولجمعية (الرحمة العالمية) على دعمهم المستمر لليمن وتفقدهم للمشاريع التي دعمتها وأسستها الكويت.
يذكر أن (مركز الكويت الصحي النموذجي) بمديرية (خورمكسر) في عدن يخدم أكثر من 15 ألف نسمة وتم تأهيله وتجهيزه بدعم من الكويت وبالتعاون مع مكتب الصحة والسكان والسلطة المحلية بعدن.
وفي عدن أيضا بدأ المخيم الطبي الجراحي المجاني للعمليات الجراحية الصغيرة بدعم جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت ضمن حملة (الكويت بجانبكم) المستمرة للعام الخامس على التوالي.
ويشمل مشروع المخيم الطبي الذي يستمر لأسبوعين وتنفذه (جمعية الحكمة اليمانية) برعاية مكتب الصحة في عدن إجراء 210 عملية جراحية في (اللوزتين واللحمية – الختان – البواسير – الفتق) ويستفيد منه مواطنون من محافظات عدن وأبين ولحج والضالع.
وأعرب مدير مكتب الصحة بعدن الدكتور جمال خدابخش عن بالغ شكره وتقديره للكويت أميرا وحكومة وشعبا على وقفاتهم الانسانية مع الشعب اليمني في ظل الظروف القاسية التي يمر بها.
وثمن الدعم الذي قدمته (جمعية إحياء التراث الاسلامي) لهذا المخيم الذي سيسهم في تخفيف معاناة كثير من الناس. وفي السودان دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية مخيما لإيواء وإغاثة 500 أسرة سودانية متضررة من جراء السيول والفيضانات بمنطقة ودرملي التي توصف بأنها من أكثر المناطق السودانية تضررا.
وقال نائب المدير العام لقطاع الاتصال المؤسسي في الهيئة محمد الشمري في تصريح صحفي ان الهيئة الخيرية من منطلق مسؤوليتها الإنسانية نفذت المرحلة الأولى من برنامجها الاغاثي في السودان من خلال تقديم مساعدات انسانية ايوائية وإغاثية ل500 أسرة سودانية متضررة من جراء موجة الفيضانات والسيول الغزيرة التي اجتاحت معظم الولايات السودانية.
وأضاف ان هذه المساعدات أسهمت في رفع معنويات المتضررين بفعل التغيرات المناخية والفيضانات وعكست الموقف الإنساني الرائد للكويت وشعبها المعطاء لافتا الى ان الهيئة تلقت خطابات إشادة من مسؤولين سودانيين تثمن التحرك الإنساني للهيئة الخيرية واستجابتها لنداء مفوضية العون الانساني وتعاونها مع منظمة البحر الاحمر للتدريب والتنمية الطوعية.
وأفاد بأن الهيئة تلقت تقارير من مكتبها في السودان وتابعت بيانات دولية تفيد بأن الأمطار الغزيرة والفيضانات اجتاحت جميع أنحاء السودان وألحقت الضرر بممتلكات قرابة 200 ألف شخص في 15 ولاية مختلفة من ولايات البلاد.
وتابع الشمري أن الفيضانات تسببت كذلك في إحداث أضرار جزئية وكلية لأكثر من 34 ألف منزل ما جعل الناس في حاجة ماسة إلى المأوى وإلى خدمات الصرف الصحي والنظافة بالإضافة إلى الإمدادات الغذائية لافتا الى إن العائلات في بعض المناطق اضطّرت إلى اللجوء إلى المدارس القريبة بحثا عن مأوى ولحماية أنفسها وأطفالها من الأمطار الغزيرة والفيضانات.
وفي الأردن أجرى فريق طبي تطوعي كويتي يضم استشاريين في تخصصات طبية مختلفة عمليات جراحية دقيقة وبسيطة لأكثر من 200 لاجئ سوري بالأردن على مدى أربعة أيام
وجاءت زيارة الفريق الطبي (حياة) ضمن القافلة الثانية التي تسيرها (جمعية قوافل للإغاثة والتنمية) الكويتية بدعم من متبرعين ومحسنين من أهل الكويت بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية عن اللاجئين وتقديم الرعاية الطبية للمرضى منهم.
وفي هذه المناسبة قال سفير الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب لقائه رئيس وأعضاء الفريق ومسؤولي مستشفى العيون التخصصي موقع إجراء عدد من العمليات في عمان إن الكويت “سباقة” في ميادين العمل الخيري والإغاثي.
وأضاف الديحاني أن الكويتيين يستمدون عطاءهم وبذلهم في الأعمال الإنسانية من توجيهات قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مشيدا بالحركة التطوعية الكويتية التي تعكس الحرص الشعبي على دعم الأشقاء اللاجئين والمتضررين.
من جانبه قال رئيس الفريق استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية والعقم الدكتور أحمد الكندري ل(كونا) إن الزيارة تهدف إلى إجراء عمليات جراحية لشريحة اللاجئين السوريين في المخيمات.
وأضاف الكندري أن الفريق يضم استشاريين وأطباء مهرة في تخصصات قسطرة القلب والجراحات (العامة) و(المسالك البولية) و(أنف وأذن وحنجرة وأورام العنق والرقبة) و(العيون) إضافة إلى عيادات للأطفال ومتخصصين في التخدير.
وذكر أن عدد الطاقم يبلغ 30 شخصا بين استشاريين وأطباء وممرضين وفنيين وإداريين يستهدفون إجراء أكثر من 200 عملية للاجئين بتكلفة قدرها 200 ألف دينار كويتي (نحو 7ر567 ألف دولار) موجها الدعوة إلى المحسنين بتقديم الدعم للوصول إلى هذا المبلغ وإتمام أكبر عدد من العمليات للمرضى.
وحول الجهة التي تتعاون معها الجمعية في الأردن قال الكندري إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة هي الجهة المعنية بترشيح حالات المرضى عبر كشوفات وسجلات خاصة تمتلكها بمساعدة من جمعية (إسلاميك.هيلب) الخيرية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
وعلى صعيد متصل بالجهود الانسانية أكد مسؤولان امميان ان الكويت لديها شراكة على مر السنين مع برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مشيدين بالدور الكويتي في مختلف جوانب العمل الانساني.
واوضحا في تصريحين متفرقين لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الدور الكويتي قوي ومعروف في هذا الصدد مؤكدين حرص البرنامج على تمتين هذه الشراكة ودفعها لمستويات اخرى.
وذكر مدير مكتب برنامج الاغذية العالمي للامم المتحدة لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالمجيد يحيى انه تم في الأيام القليلة الماضية التوقيع مع الكويت لتمويل برنامجنا في اليمن بمبلغ 24 مليون دولار.
واضاف يحيى انه في عام 2018 وصلت مساهمة الكويت الى 50 مليون دولار الى جانب مساهمات جمعية الهلال الاحمر الكويتي هذه السنة في كل من موزمبيق وتمويل عملياتنا في بنغلادش للاجئي الروهينغيا.
من جانبها قالت المديرة الاقليمية لبرنامج الاغذية العالمي لشرق ووسط افريقيا ايريكا جويرجينسين ان الكويت لها دور كبير في المنطقة مشيرة الى ان هناك اتفاقا بين الكويت والبرنامج لمساعدة المحتاجين على مساعدة انفسهم.
واضافت جويرجينسين ان هناك تعاونا مع الكويت في هذا المجال يقضي بإيجاد حلول مبتكرة لتعزيز القدرة لدى المحتاجين بأن يساعدوا انفسهم بما يمكنهم من التوقف عن الاحتياج للأخرين.
ونوهت بالنتائج الملموسة التي تحققت لصالح المستهدفين بالجهود الانسانية المقدمة من الكويت لصالح العديد من الشعوب الشقيقة والصديقة في ظل النهج الانساني للكويت بغية تعزيز المسيرة الانسانية والحد من معاناة المنكوبين والمتضررين في افريقيا لاسيما في كينيا واوغندا واثيوبيا والصومال وارتيريا وجنوب السودان.
واشادت جويرجينسين بالدور المؤثر للمساهمات الانسانية وجهود جمعية الهلال الاحمر الكويتي على كافة المستويات الدولية لاسيما في افريقيا مشيرة الى ان هذا الدور محط تقدير على كافة الاصعدة.
وتقديرا لدورها الرائد فازت الكويت بعضوية لجنة حقوق الانسان العربية (لجنة الميثاق) بعد حصولها على المركز الاول واعلى الاصوات (11 صوتا من اصل 15) للدول الموقعة على (الميثاق العربي لحقوق الانسان).
جاء ذلك خلال انتخابات أجرتها لجنة حقوق الانسان العربية (لجنة الميثاق) بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
وقال مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون حقوق الانسان الوزير مفوض طلال المطيري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المنافسة جرت على ثلاثة مقاعد خلال الانتخابات.
وأوضح المطيري ان مرشح الكويت محمد الضاحي فاز بالمركز الاول للفترة المقبلة “وذلك في سياق الجهود التي تبذلها الكويت في مجال تعزيز وحماية حقوق الانسان على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية”.
ولفت في هذا الاطار الى مواقف الكويت الواضحة والداعمة لتعزيز العمل العربي المشترك وتطلعها الى تعزيز عمل لجنة الميثاق العربي خلال ترؤسها لها في المرحلة المقبلة.
واضاف المطيري ان “حصول الكويت على المركز الاول جاء تقديرا لدورها في تعزيز العمل العربي” مبينا أن اعادة انتخاب مرشح الكويت الذي كان يرأس اللجنة خلال الفترة الماضية وحصوله على اعلى الاصوات جاء “تقديرا لدور الكويت في نشر ثقافة وحماية حقوق الانسان باعتبارها الرئيس الحالي للجنة حقوق الانسان العربية.