أهم الأخبارمحليات

البلدية».. أول جهاز للخدمات العامة في الكويت واستهدف النهوض بالبلاد

(كونا) – تعد بلدية الكويت اول جهاز للخدمات العامة اسس في البلاد عام 1930 بتضافر الجهود بين الحاكم والمحكوم لتشكل بذلك تجربة خاصة لتحقيق حلم (كويت حديثة) ولتسهم في النهوض بالبلاد بمختلف المجالات الصحية والاجتماعية.

وكانت الخدمات التي تقدمها البلدية في بداية عملها مقتصرة على المدينة فقط ولم تشمل القرى وجزيرة فيلكا إلا بعد نحو 20 عاما او ما يزيد حتى شكلت جهازا يشرف على مختلف الخدمات في الدولة التي أصبح لها وزارات مختصة فيما بعد.

ووفقا لما ذكره المدير العام لبلدية الكويت في الفترة (1971- 1980) الراحل محمد المعوشرجي في كتاب (الحلم بكويت حديثة.. قصة نشأة بلدية الكويت قبل النفط) فإن فكرة انشاء البلدية نبعت من الراحل الشيخ يوسف القناعي عندما زار البحرين واطلع على اعمال بلدية المنامة وما تؤديه من خدمات مقابل رسوم تضعها على الاهالي.

واضاف المعوشرجي ان القناعي كتب مقالا حول هذه الفكرة نشر في (مجلة الكويت) عام 1928 ليكون بذلك النواة الاولى لتأسيس هذا الجهاز الخدمي.

وفي هذا السياق قال الباحث في المجتمع المدني بدر الحتيتة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس ان تاريخ (البلدية) بدأ قبل تدفق النفط (1938) لافتا الى انها كانت تعتمد في مواردها الخاصة على الرسوم التي تحصلها او التبرعات لذا فإنها «قامت على اكتاف الكويتيين دون مساعدة من احد وبتجربة خاصة لتحقيق حلمهم ب(كويت حديثة)».

وذكر الحتيتة ان الاجتماع الذي عقد في (المدرسة المباركية) في التاسع من شهر ابريل 1930 بمباركة من امير الكويت آنذاك الشيخ احمد الجابر الصباح شهد الدعوة لانتخاب اول مجلس بلدي في تاريخ البلاد.

واوضح ان الاجتماع عقد بحضور 50 شخصية بارزة من جميع مناطق البلاد مثلوا هيئة الناخبين وانتخبوا 12 عضوا ليتم بذلك تشكيل المجلس البلدي في دورته الاولى ومدتها عامين.

وافاد انه بأمر من الشيخ احمد الجابر الصباح (طيب الله ثراه) تم تعيين الشيخ عبدالله الجابر الصباح كأول رئيس للبلدية في حين انتخب المجلس البلدي سليمان العدساني مديرا للبلدية وعين يوسف العدساني كاتبا للمجلس في دورته الاولى.

واشار الى ان الجلسة الافتتاحية للمجلس البلدي في دورته الثانية (1932-1934) شهدت انتخاب مدير البلدية من بين الاعضاء حائزي عضوية المجلس وكان لكل منهم الحق في اختيار مرشحين اثنين فقط وفاز بمنصب مدير البلدية بالانتخاب سليمان العدساني.

ولفت الحتيتة الى ان باكورة اعمال هذا المجلس كانت في الجلسة المنعقدة بتاريخ 20 يونيو 1932 وشهدت اقرار طبع قانون البلدية ونشره بين الناس لتباشر بلدية الكويت اعمالها.

وذكر انه في الفترة من يوليو الى ديسمبر 1932 انتشر مرض الجدري في الكويت وراح ضحيته نحو ثلاثة آلاف شخص ما حدا بالبلدية تنظيم حملة تطعيم ضده بعد سعيها لجلب الدواء اللازم لمواجهة هذا المرض من العراق.

واستطرد ان الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة من عمر المجلس البلدي (1934-1936) التي شهدت عملية الاقتراع لها تنافسا قويا في استقطاب الناخبين اختير نصف النصف مديرا جديدا لبلدية الكويت.

واشار الحتيتة الى ان هذا المجلس لعب دورا مهما في توظيف المواطنين الكويتيين في شركة النقل والتنزيل المعروفة باسم (حمالباشي) وهي شركة أهلية لتفريغ وتحميل السفن.

واضاف ان المجلس قام ايضا بتوزيع الاعانة على المنكوبين والمتضررين من الامطار الغزيرة التي تعرضت لها الكويت عام 1934 (سنة الهدامة) والتي ادت الى هدم عدد كبير من المنازل.

وبين ان المجلس البلدي الثالث هو من شرع في التحضير لإنشاء مجلس المعارف إذ دعا اعضاؤه التجار الذين وافقوا على وضع رسم او ضريبة بقيمة نصف في المئة على الوارد من الجمرك لصالح إنشاء دائرة المعارف التي اختير لها آنذاك 12 عضوا شكلوا نواته الاولى.

واضاف الحتيتة انه بعد انقضاء الدورة الثالثة للمجلس البلدي وجه رئيس بلدية الكويت الدعوة لانتخاب اعضاء المجلس الجدد في دورته الرابعة والتي اجريت عملية الاقتراع لها في عام 1936 وتنافس فيها 20 مرشحا.

واوضح ان هذه الانتخابات اسفرت عن فوز نصف النصف رئيسا للمجلس البلدي في حين تم تعيين خليفة الغانم مديرا للبلدية بحسب عدد الأصوات واستمر الشيخ عبد الله الجابر في منصب الرئيس.

ولفت الى ان المجلس البلدي في دورته الرابعة اصدر قرارات عدة منها تغيير حركة سير السيارات الى اليمين والاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف وحظر منح رخص القيادة للاجانب وحماية العامل الكويتي.

واشار الباحث الكويتي الى ان بلدية الكويت اصدرت في ال23 من شهر مارس عام 1938 اعلانا يتضمن الدعوة لانتخابات جديدة للمجلس البلدي في دورته الخامسة والتي اعلنت نتائجها في 4 ابريل من العام نفسه ولم يستمر انعقادها سوى اربعة اشهر نظرا الى التطورات والاحداث السياسية التي شهدتها البلاد آنذاك وادت الى تأسيس مجلس الامة التشريعي الذي جرت انتخاباته في ال29 من شهر يونيو عام 1938.

واوضح الباحث الحتيتة ان من اهم قرارات المجلس التشريعي آنذاك اجراء انتخابات جديدة للمجلس البلدي فاز فيها عبد الوهاب القطامي بمنصب مدير البلدية.

واضاف ان من اولى قرارات المجلس البلدي الجديد سن قانون جديد للبلدية بدلا من قانونها القديم الامر الذي وافق عليه المجلس التشريعي حيث تم ارسال نسخة منه الى العراق لطباعة 300 نسخة.

وافاد بأن هذا المجلس اصدر العديد من القرارات منها فرض التعامل بالروبية (أم بنت) التي تحمل صورة الملكة فكتوريا فضلا عن منع الاولاد الكبار والنساء من المشاركة في احتفالات انتصاف شهر رمضان المبارك المعروفة ب(القرقيعان).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.