وزراء الخارجية العرب يعقدون غدا اجتماعا طارئا لبحث التدخل التركي بسوريا
(كونا) – يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا غدا السبت لبحث العدوان التركي المتواصل على الأراضي السورية الذي قوبل بادانات عربية واقليمية ودولية واسعة.
ويأتي الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب تلبية لطلب مصر امس الأول الاربعاء بعد ساعات على التدخل التركي وتأييد دول عدة وبالتشاور مع رئيس مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته الحالية وزير خارجية العراق.
ودانت مصر في بيان بهذا الشأن «بأشد العبارات» العدوان التركي على الأراضي السورية مؤكدة مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن في التصدي لهذا التطور البالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.
وشددت على ضرورة وقف أية مساعٍ تهدف الى احتلال أراضٍ سورية أو اجراء «هندسة ديمغرافية» لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا محذرة من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الاقليمية أو مسار العملية السياسية فيها وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وذكرت جامعة الدول العربية من جانبها من خلال أمينها العام المساعد السفير حسام زكي في بيان أن العدوان التركي «يمثل اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي».
واكدت الكويت أمس الأول الاربعاء أن العمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا «تعد تهديدا مباشرا للامن والاستقرار في المنطقة» داعية الاطراف كافة الى «الوقف الفوري» لهذه العمليات.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية العسكرية التركية بأنها «فكرة سيئة» وهي العملية التي جاءت عقب قراره بانسحاب قواته من شمال سوريا فيما أكد وزير خارجيته مايك بومبيو أن واشنطن لم تمنح «الضوء الاخضر» لشن هذه العملية.
كما دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أنقرة الى وقف حملتها العسكرية في سوريا قائلا ان الاتحاد الأوروبي لن يمول بناء أي (منطقة آمنة) فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ عن الأمل في أن تتحلى انقرة بضبط النفس في عمليتها العسكرية.
ودانت فرنسا بشدة التدخل التركي وطالبت بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي فيما أعرب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن «مخاوف بالغة» بشأن الهجوم كما دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنقرة لوقف هذه العملية.
كما ألغى رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علي لاريجاني زيارة رسمية كانت مقررة لتركيا للمشاركة في اجتماع برلماني بعد شنها تلك العملية العسكرية وذلك وفقا لوكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) أمس الخميس.
وأعرب مراقبون عن خشيتهم من تبعات العملية العسكرية التركية خاصة فيما يتعلق بزعزعة استقرار المنطقة والحفاظ على سلامة ووحدة سوريا وتفاقم المعاناة الانسانية للسوريين وتقويض التقدم الذي أُحرز في مواجهة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فضلا عن انعكاساته السلبية على المشهد السوري بكل تعقيداته.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن امس الأول الاربعاء بدء عملية عسكرية ضد (حزب العمال الكردستاني) وذراعه من الجماعات المسلحة الكردية لاسيما قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وما يسمى تنظيم (داعش) في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا.