أسبوع جديد وحافل من النشاط الإنساني الكويتي يعمم الخير بالعديد من مناطق العالم
(كونا) – قامت الكويت بالمزيد من الخطوات الإنسانية خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة وذلك عن طريق العديد من الهيئات والمنظمات التي تحرص على أن تكون يد الخير الكويتية دائمة العطاء.
هذا النشاط استدعى كالعادة إيجاز الفعاليات في تقرير نبدأه من بلد بعيد يظهر الى أي مدى تصل يد الخير الكويتية حيث افتتحت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية مدرستي الرحمة للعلوم الشرعية وحديقة الجنة للدراسات العصرية في شمال الهند بمنطقة متاخمة للحدود النيبالية بطاقة استيعابية تصل إلى ألفي طالب وطالبة وذلك بالتعاون مع فريق السلام الداخلي التطوعي وجمعية الغزالي التعليمية والخيرية في الهند المعتمدة بوزارة الخارجية الكويتية وبرعاية وحضور سفير الكويت لدى الهند جاسم الناجم.
ووسط رفرفة أعلام الكويت وحمل الطلبة لصور قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح شارك في حفل الافتتاح لفيف من قيادات الهيئة الخيرية والناشطين في العمل الخيري والمتبرعين من الكويت وممثلون عن تلفزيون الكويت وأعضاء فريق السلام الداخلي التطوعي برئاسة الناشطة د. حنان القطان والمشرف العام على جمعية الغزالي التعليمية الخيرية في الهند المهندس أحمد الهولي ومستشارة رئيس الهيئة الخيرية للعلاقات الدولية هديل السبتي.
وقال نائب المدير العام لقطاع الاتصال المؤسسي بالهيئة الخيرية محمد الشمري في تصريح صحفي على هامش حفل الافتتاح ان المدرستين تستهدفان تعليم البنين والبنات في مراحل الروضة والابتدائية والمتوسطة والثانوية بولاية (أترابراديش) في الهند مشيراً إلى إن مدرسة الرحمة تقع على مساحة 700 متر مربع وتسع 600 طالب وطالبة وتشمل 18 فصلا دراسيا موزعة على ثلاثة طوابق.
ولفت الى ان هذه المدرسة من انجازات فريق السلام الداخلي التطوعي الذي يعمل تحت مظلة الهيئة الخيرية ويضم في عضويته نحو 30 عضواً أغلبهم من الشابات المفعمات بالأمل والنشاط والحيوية وذوات الإرادة والتحدي والإصرار.
وأشار الشمري الى ان فريق السلام يعمل على توسعة مدرسة الرحمة والسلام لتشمل أيضا المرحلة الثانوية متطلعا الى تحقيق هذا الانجاز مع بداية العام الدراسي المقبل فضلا عن إنشاء مبنيين تعليمي وسكني لطالبات الثانوية العامة مضيفا أن المدرسة تقع في قرية فقيرة جدا تدعى (خيراباد محمد اباد كوهنة) في الشمال الهندي وأن المدرسة تعنى بتدريس علوم اللغة العربية والمعارف الإسلامية.
وأضاف “أما مدرسة حديقة الجنة الثانوية للدراسات العصرية فتسع 1400 طالب وطالبة وتدرس مواد الرياضيات والعلوم والحاسوب وغيرها من مقررات المنهج الحكومي المعتمد بالهند”.
وذكر الشمري أن جمعية الغزالي التعليمية والخيرية تعنى بإدارة المدرستين وأنها تعمل تحت مظلة الهيئة منذ عام 2014 وتهتم بمشاريع التعليم والكفالات وحفر الآبار والأعمال الاجتماعية لمصلحة جميع الشرائح من دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس اتساقا مع أدبيات ومنطلقات الهيئة الخيرية.
وننتقل الى الأردن حيث كان لجمعية الهلال الأحمر الكويتي نشاطان بارزان يوم الأحد 20 أكتوبر تمثل الأول بتوقيع اتفاقية مع (مركز الحسين للسرطان) الأردني تنص على تقديم منحة من بيت التمويل الكويتي بقيمة 250 ألف دولار أمريكي لتغطية علاج المرضى من اللاجئين السوريين في المركز.
ووقع الاتفاقية عن الجانب الكويتي رئيس جمعية الهلال الأحمر الدكتور هلال الساير وعن الجانب الأردني رئيس هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان الأميرة غيداء بحضور سفير الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني.
وقال الساير في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب حفل توقيع الاتفاقية الذي جرى بمركز الحسين للسرطان في عمان ان التعاون يدخل عامه الخامس مع المركز بإجمالي دعم يصل إلى مليون دولار أمريكي.
وأضاف الساير أن التبرع “السخي” المقدم من بيت التمويل الكويتي بقيمة 80 ألف دينار كويتي (نحو 250 مليون دولار أمريكي) سيخصص لمعالجة اللاجئين السوريين المصابين بمرض السرطان وتخفيف الأعباء المكلفة عنهم.
وأكد حرص الهلال الأحمر الكويتي على تقديم الدعم الإغاثي والإنساني للاجئين السوريين مشيدا بالإمكانات المتوفرة بمركز الحسين للسرطان والسمعة “الجيدة” التي بلغها على مستوى المنطقة.
من جانبها أعربت رئيسة هيئة أمناء مركز الحسين للسرطان الاميرة غيداء طلال في تصريح ل(كونا) عن الشكر والتقدير للكويت قيادة وحكومة وشعبا على الدور الإنساني والدعم المتواصل لرسالة مركز الحسين للسرطان في تقديم أفضل رعاية طبية لمرضى السرطان.
وأكدت الاميرة غيداء حرص مركز الحسين للسرطان على استمرار التعاون مع الهلال الأحمر الكويتي وتطوير آفاقها المستقبلية بما يعزز العمل الإنساني للطرفين مثمنة الجهود الكويتية بدعم الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين.
اما النشاط الثاني فتمثل بافتتاح عيادة طبية لمعالجة اللاجئين السوريين بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني ضمن إطار البرنامج الإغاثي والإنساني الذي تقوم به جمعية الهلال الأحمر الكويتي في المنطقة. وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير ل(كونا) عقب حفل افتتاح المرحلة الخامسة للعيادة إن إجمالي الدعم المقدم للعيادة بمراحلها خلال ثلاثة أعوام تقريبا بلغ مليون دولار أمريكي.
وأضاف الساير أن الهلال الأحمر الكويتي من خلال الداعمين استطاع تخصيص المبالغ اللازمة لمساعدة الهلال الأحمر الأردني على استقبال اللاجئين السوريين في العيادة بمقره في العاصمة عمان وتقديم الرعاية الطبية والصحية لهم.
وأوضح أن عيادة الهلال الأحمر الكويتي تتحمل تكاليف توفير أنواع مختلفة من العلاجات ضمن تخصصات طبية متنوعة بينها الأشعة والتحاليل والفحوصات التشخيصية وإجراء العمليات الجراحية وصرف الأودية.
وأكد الحرص على ترجمة توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “قائد العمل الإنساني” بدعم الأوضاع الإنسانية للاجئين والمتضررين في المنطقة والعالم من خلال البرامج والأنشطة الإغاثية المختلفة.
من جانبه أشاد رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد في تصريح ل(كونا) بالتعاون المستمر مع الهلال الأحمر الكويتي “الشريك الأول للهلال الأحمر الأردني” في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين بالأردن.
وننتقل مع الهلال الأحمر الكويتي الى الخرطوم حيث تسلم الهلال الاحمر السوداني يوم الجمعة 25 أكتوبر شيكا بقيمة 527 ألف دولار من نظيره الكويتي لتوفير الاحتياجات المتعلقة بمواد الايواء والصحة للمتضررين من السيول والفيضانات الاخيرة.
وقال السفير الكويتي في الخرطوم بسام القبندي ل(كونا) انه “استكمالا للمساعدات الانسانية الكويتية للسودان والتي تأتي بتوجيهات سامية من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح (قائد العمل الانساني) في مد يد العون للأشقاء في السودان لمواجهة كارثة السيول والفيضانات قمنا بتسليم شيك بقيمة 527 الف دولار من الهلال الاحمر الكويتي للامين العام للهلال الاحمر السوداني لتوفير الاحتياجات المتعلقة بمواد الايواء والصحة وغيرها للمتضررين من السيول والفيضانات”.
واكد القبندي ان الكويت التي كانت اولى الدول في التفاعل مع نداءات السودان والمنظمات الدولية لتقديم المساعدات الفورية ستواصل واجبها الانساني في دعم الشعب السوداني الشقيق في ازمته الانسانية ورفع المعاناة عن المتضررين مشيرا إلى الجسر الجوي الكويتي الذي بدأ في اغسطس الماضي لنقل المساعدات الانسانية للمتضررين في السودان.
وفي اسطنبول تم افتتاح (جامع الكويت) الذي أنشأه متبرعان من الكويت حيث أكد القائم بالأعمال القنصلية بالإنابة في اسطنبول المستشار مساعد الكليب أهمية الاعمال الخيرية التي يقوم بها متبرعون من الكويت لما لها من اثر ايجابي وانعكاس في توثيق العلاقات بين الكويت وتركيا.
وثمن الكليب في تصريح ل(كونا) على هامش حفل افتتاح الجامع الذي يقع في ولاية بلجيك بمنطقة بوزياك غرب تركيا الدور الذي تقوم به الأيادي الخيرية الكويتية في المساهمة بتوطيد العلاقات الكويتية التركية.
وشارك في افتتاح جامع الكويت المتبرعان الكويتيان سعد الراشد وسالم الرومي الى جانب العديد من المسؤولين الاتراك بولاية بلجيك.
من جهتها وقعت جمعية الهلال الاحمر الكويتي مع جمعية الصليب الاحمر الكيني يوم الاثنين 21 أكتوبر اتفاقية تعاون عامة في المجالات الانسانية والاغاثية والتعليمية للمحتاجين والاطفال والنساء في كينيا.
وقال رئيس مجلس ادارة (الهلال الاحمر الكويتي) الدكتور هلال الساير ل(كونا) عقب التوقيع ان الاتفاقية تأتي في سياق مشاريع الجمعية الانسانية واستمرارا للرسالة التنموية الانسانية الكويتية.
واضاف الساير ان الاتفاقية تهدف الى التعاون مع الجمعيات النظيرة لها في العمل الانساني لاغاثة المحتاجين والمتضررين جراء الكوارث الطبيعية او من صنع الانسان.
واشار الى مشروع لترميم مرافق المياه والابار في مدينة (غاريسا) في كينيا بالتعاون مع الصليب الاحمر الكيني لمساعدة المتضررين من ازمة الجفاف.
وذكر ان المشروع يهدف كذلك لدعم أكثر من 17 ألف شخص ويعد بمنزلة دعامة من دعائم مسيرة الخير والعطاء المستمرة من الكويت لمساعدة المحتاجين في شتى بقاع العالم.
ولفت الى ان المشروع تم فيه حفر بئرين بعمق 55 و150 مترا على التوالي وتجهيزهما بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية مبينا ان الكويت تبرعت بالمشروع لتوفير مصادر مستدامة لتوفير المياه الصالحة للشرب لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة المحاصرين من الكوارث الطبيعية المتكررة في المنطقة.
من جانبه اكد الامين العام للصليب الاحمر الكيني الدكتور عباس غوليت في تصريح مماثل ل(كونا) ان الكويت جسدت نموذجا متميزا للعمل الانساني الخيري ولم تتوان في تلبية نداء الواجب الانساني وبدا ذلك واضحا في المساعدات السخية التي قدمتها للشعوب المنكوبة.
وشدد غوليت على اهمية الشراكة الثنائية للجمعيتين مشيدا بمستوى التعاون بينهما لاسيما في مجال تقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين والمتضررين في بلاده.
وكالعادة تلقت الكويت الكثير من الإشادة بدورها الإنساني حيث أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني يوم الأحد 20 أكتوبر أهمية دور الكويت “الرائد” في تقديم الخدمات الانسانية على المستويين الاقليمي والدولي.
وقال الديوان الملكي الاردني في بيان ان ذلك جاء خلال استقبال الملك عبدالله رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير في قصر الحسينية بعمان.
ونقل البيان عن الملك عبد الله تأكيده عمق العلاقات “الأخوية الراسخة” التي تجمع البلدين الشقيقين والحرص على تعزيزها في شتى الميادين.
وأعرب عن تقديره لدور الكويت بقيادة سو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في دعم الأردن والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف.
وأكد عمق العلاقات “الأخوية الراسخة” التي تجمع البلدين الشقيقين والحرص على تعزيزها في شتى الميادين.
من جانبه نقل البيان عن الساير إعرابه عن التقدير لدور الأردن “المهم” بقيادة الملك عبد الله الثاني في استضافة اللاجئين وتوفير كل أشكال الرعاية والخدمات لهم.
ووفق البيان فقد جرى خلال اللقاء استعراض نشاطات جمعية الهلال الأحمر الكويتي في الأردن لا سيما الجهود التي يبذلها في خدمة اللاجئين.
من جانبه قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر يوم الخميس 24 أكتوبر ان هناك توافقا في الآراء والرؤى بين اللجنة والكويت في التعامل مع القضايا الانسانية بالمنطقة.
وأوضح ماورر ل(كونا) اثر اجتماعه مع مندوب الكويت لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم بمقر المندوبية ان الاجتماع تناول انعكاسات الدعم الكويتي المقدم الى اللجنة في كل من سوريا واليمن وغيرهما من دول المنطقة لاسيما بعد الزيارة التفقدية التي قام بها لليمن.
وأشار الى ان الدعم الكويتي لبرامج اللجنة متميز لأنه نابع من سياسة منهجية في التعامل مع القضايا الانسانية الحرجة فضلا عن حياد الكويت ما يكلل مساعيها الانسانية بالنجاح.