الطاسة والدوكرة والمثاقيل.. أدوات استخدمها «الطواش» لوزن اللؤلؤ قديما
(كونا) – كان ولا يزال البحر مصدر خير لاهل الكويت خاصة والخليج عامة فعلى ضفافه سكنوا ومن خيراته اكلوا ومن ثرواته اقتنوا اللؤلؤ الثمين وتاجروا به حتى اصبحوا روادا في عالم هذه التجارة.
يسمى اللؤلؤ في الكويت ب(اقماش) واللؤلؤة الواحدة تسمى (اقماشه) وللؤلؤ انواع كثيرة واسماء متعددة تطلق بحسب الشكل واللون والحجم الذي كان يقاس بوساطة ابرزها عدة (الطاسة) و(الدوكرة) و(المثاقيل).
وحول هذا الموضوع قال الباحث في التراث الكويتي حسين القطان في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس ان «رحلة الطواش (تاجر اللؤلؤ) قديما كانت تأتي بعد شهر تقريبا من رحلة الغوص على اللؤلؤ».
واضاف القطان انه بحسب ما سمع من كبار السن فإن «(المحامل) اي السفن مثل السمبوك او البتيل يرفعون (البيرق) اي العلم على سطح السفن كدلالة على وجود اللؤلؤ وعرضه للبيع».
واوضح انه قبل البدء في عملية بيع اللؤلؤ يقوم الطواش بوزن الكمية جميعها وليس بالحبة بعدها يقوم بفرز اللؤلؤ على مجاميع للتفريق بين حبيباته بالحجم والوزن مستخدما (المشاخيل) او (الطوس- جمع طاسة) كما كان يطلق عليها بين أصحاب المهنة وهي عبارة عن اوان صغيرة من المعدن لها فتحات بأحجام مختلفة لتحديد حجم حبة اللؤلؤ الذي يجمع في قطعة قماش حمراء اللون يحدد قياسها أيضا بحسب حجم وشكل اللؤلؤ.
وذكر انه بعد عملية الفرز يبدأ الطواش بمرحلة الوزن مبينا انه كانت هناك موازين متعارف عليها عند حساب وزن اللؤلؤ وقيمته منها (الدوكرة او الجو) لحساب وزن اللؤلؤ الكبير الحجم و(المثقال او الرتي) يستخدمان لوزن الاحجام المتوسطة و(المزور او البدام) لوزن حبيبات اللؤلؤ الصغيرة.
واشار الى ان كل طواش قديما كان يملك (البشتخته) وهي صندوق مقسم الى خانات وكل خانة توضع فيها اداة من الادوات فنجد خانة الميزان وخانة الطوس وخانة الكيله (الجيله – باللهجة المحلية) وممكن ان تسمى (المكراف) «كما نقول بالعامية أي (يكرف فيها اللؤلؤ)».
وحول كيفية حساب وزن اللؤلؤ قال القطان انها طريقة حسابية معقدة الى حد ما وتدل على خبرة ومهارة الطواويش قديما حيث كانوا يعتمدون على طريقة متعارف عليها مثال عند القول (24 رتي) فهو يساوي عند اهل البحر (مثقال – اي نحو 22 قيراطا) ونصف المثقال الواحد يساوي (330 شو) وهكذا.
واضاف القطان ان انواع اللؤلؤ كثيرة ومتعددة منها (الجي ون) و(شيرين) و(بدله) و(يكه) و(فص) و(بطن) و(تنبول) و(سحتيت) و(البيضي) وجميع هذه المسميات كانت تطلق على حسب شكل اللؤلؤه ولونها وحجمها.
وبين القطان ان خبرة تجار اللؤلؤ في الكويت او البحرين كان محل اعجاب الناس وتناقلوها جيلا بعد جيل حتى ان بعضها ورد في الكتب والمؤلفات ومنها كتاب (معرفة حساب اوزان اللؤلؤ) الذي ألفه عبداللطيف آل عبدالرزاق وطبع في بومباي عام 1911.
يذكر أن المؤرخ سيف الشملان اورد في كتابه (تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي) ان كل تاجر لؤلؤ قديما كان يمتلك كتابا اعتمد عليه في حساب وزن اللؤلؤ عند الشراء او البيع مشيرا الى وجود تجار لؤلؤ مهرة في حساب الاوزان كانت لهم شهرتهم منهم من كان لا يجيد القراءة او الكتابة ومع ذلك يعرفون اوزان اللؤلؤ معرفة تامة عن طريق الممارسة.
وأضاف الشملان ان البحرين كانت تعد اكبر سوق في الخليج العربي لتجارة اللؤلؤ يقصدها الاجانب والتجار العرب اذ نبغ في البحرين عدد من الخبراء في شؤون اللؤلؤ وفي حساب اوزانه وصياغته من ناحية (ثقبه) وعمل العقود والكشف عن اللآلئ المغطاة بطبقات خارجية تخفي تحتها لؤلؤة كريمة.