أهم الأخباراقتصاد

اللبنانيون يلجأون الى المدارس الرسمية بعد زيادة الأقساط والازمة الاقتصادية

(كونا) – يعاني القطاع التعليمي في لبنان ازمات متلاحقة اخرها غلاء الاقساط المدرسية في المدارس الخاصة ما اضطر الكثير من الاهالي الى تسجيل اولادهم في المدارس الرسمية التي استقبلت اعدادا اضافية بعد استيعابها الطلبة السوريين اللاجئين.

وقامت وزارة التربية اللبنانية باقفال عشرات المدارس الصغيرة والمنتشرة في البلدات والقرى النائية ودمجها بمدارس كبيرة توفيرا للاعباء والتكاليف اللوجستية وللهدر في الجهاز الاداري والتعليمي.

وكان وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال أكرم شهيب صرح في وقت سابق بان “حوالى 18500 تلميذ انتقلوا من التعليم الخاص إلى التعليم الرسمي في اول العام الدراسي وتم افتتاح شعب جديدة في المدارس لاستيعاب عدد التلامذة الجدد”.

واضاف شهيب “ان وزارة التربية تقوم باجراءات لتطوير مستوى المديرين والأساتذة وليس هناك احتياط هذه السنة بالمدرسين ولقد بدأنا بخطة تجميع المدارس وأقفلنا 35 مدرسة رسمية”.

واوضح ان “95 في المئة من المدارس الخاصة لم تحصل 60 في المئة من حقوقها في العام الدراسي المنصرم”.

وشهدت المدارس الرسمية اقبالا كثيفا رغم اوضاعها الصعبة والدقيقة اذ باتت ملاذا ومتنفسا أساسيا وضروريا في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي في لبنان.

وتقول رابطة الاهل في احدى المدارس الخاصة ان سلسلة الرتب والرواتب التي اقرتها الحكومة في عام 2018 اجبرت المدارس على زيادة اجور افراد الهيئات التعليمية ما استدعى زيادة على الاقساط المدرسية لم يتحملها اهل الكثيرين من الطلبة فلجأ قسم كبير منهم الى تسجيل اولادهم في المدارس الرسمية المجانية.

وأقرت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان بان قدرة الإستيعاب في المدارس الرسمية سواء في الابنية أو في عدد الصفوف هي محدودة مشيرة الى محاولاتها تلبية متطلبات الناس.

ونفت الوزارة ربط زيادة الضغط على المدارس الحكومية بوجود الطلاب السوريين “إذ ان الدوام الدراسي للاجئين يبدأ بعد الظهر ولا يؤثر ابدا على الدوام الدراسي للطلاب اللبنانيين”.

من ناحيتها قالت مديرة مدرسة تم اقفالها ولم ترد كشف هويتها لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء ان “قرار اقفال المدارس التي يقل عدد تلامذتها عن 50 تلميذا بحجة التوفير ووقف الهدر وحصر النفقات اثر على الكثير من الاهالي الذين يعجزون عن ادخال اولادهم الى المدارس الخاصة”.
واضافت “ان الاهالي والطلاب بحاجة للمدارس الرسمية التي اقفلت لانها قريبة من اماكن سكنهم والاقفال شكل اعباء اضافية للمعلمين وللاهالي الذين اضطروا الى الانتقال الى مدارس اخرى وتكبدوا تكاليف اضافية ومنها تكاليف النقل وهدر الوقت”.

في حين قال مدير ثانوية (القبة) الرسمية في مدينة (طرابلس) بشير خوري في تصريح مماثل ل(كونا) “استقبلنا اعدادا اضافية من الطلاب بسبب زيادة اقساط المدارس الخاصة وخصوصا في مرحلة التعليم الثانوي لان الاهالي مازالوا يثقون بالتعليم الرسمي في مراحله الثانوية”.

واضاف ان نسبة النجاح العالية التي تحققها الثانويات في الامتحانات الرسمية شجعت الاهالي على نقل اولادهم من المدارس الخاصة بخلاف الوضع في المرحلتين الابتدائية والتكميلية. وبات قطاع التعليم يشكل عبئا اضافيا على الاهل الذين لم يعد باستطاعتهم تأمين الاقساط المدرسية وعلى الدولة ايضا التي تحاول تخفيف الاعباء المالية لتقليص العجز في الموازنة. وتجاوز عدد الطلاب في المدارس الرسمية في لبنان في مرحلة التعليم العام ما قبل الجامعي 328 الف طالب لبناني و280 الف طالب من غير اللبنانيين في عام 2018.

وتؤكد التوقعات ارتفاع عدد طلبة المدارس الرسمية نحو 10 في المئة مع زيادة الاقساط في المدارس الخاصة وفي ظل الازمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها لبنان.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.