نصرالله: حزب الله منفتح على مناقشة “عقد سياسي جديد” تقترحه باريس
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأحد أن الحزب منفتح على مناقشة الاقتراح الفرنسي بشأن التوصل إلى “عقد سياسي جديد” في لبنان شرط أن أن يكون “بإرادة ورضا مختلف الفئات اللبنانية”.
وقال نصرالله في خطاب “سمعنا دعوة من الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للبنان إلى عقد سياسي جديد”.
وأضاف “نحن منفتحون على أي نقاش هادف في هذا المجال (…) لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار اللبناني بإرادة ورضا مختلف الفئات اللبنانية”.
ولم يحدّد نصرالله ما نوع التغييرات التي ينوي الحزب أخذها بالاعتبار. لكنه أشار إلى أنه “سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان” الذي “لم يعد قادراً على حل مشاكل لبنان والاستجابة لحاجاته”.
وهناك 18 طائفة في لبنان وتتوزع مقاعد البرلمان مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، في عرف فريد من نوعه في الدول العربية.
ورغم ذلك، فشلت الحكومات المتتالية التي شُكلت في ظل النظام القائم في تلبية المطالب الشعبية لجهة تحسين الظروف المعيشية.
ويعود ماكرون، أول رئيس دولة أجنبية زار بيروت عقب الانفجار الهائل في مرفأ العاصمة اللبنانية، الاثنين إلى لبنان لمواصلة ضغطه من أجل إجراء إصلاحات وإعادة الإعمار.
وفي زيارته الأولى بعد يومين من الانفجار، طالب ماكرون المسؤولين اللبنانيّين المتّهمين بالفساد والعجز، بـ”تغيير عميق” عبر “تحمّل مسؤوليّاتهم” و”إعادة تأسيس ميثاق جديد” مع الشعب لاستعادة ثقته.
ودفع الانفجار داخل العنبر رقم 12 حيث كان يُخزن 2750 طناً من نيترات الأمونيوم منذ أكثر من ست سنوات، بالحكومة إلى تقديم استقالتها في العاشر من آب/أغسطس.
وبالتزامن مع زيارة ماكرون، من المقرر بدء استشارات نيابية الاثنين لتعيين رئيس جديدة للحكومة.
وأكد نصرالله أن حزبه سيكون “متعاوناً” في تشكيل حكومة “هدفها الإصلاح وإعادة الإعمار” في وقت تعيق الخلافات السياسية حتى الآن الاتفاق على رئيس جديد للحكومة.
وحمّل كثير من اللبنانيين مسؤولية الانفجار الذي وقع في الرابع من آب/أغسطس إلى الطبقة الحاكمة منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990) التي يعتبرونها فاسدة وعاجزة وغارقة في المحسوبيات.
وتسبّب الانفجار بمقتل أكثر من 180 شخصاً وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة وأعاد إحياء موجة احتجاجات بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2019 وتطالب برحيل الطبقة السياسية كافة.
وقال ماكرون الجمعة إن “القيود التي يفرضها النظام الطائفي” في لبنان، أدت “إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد (سياسي) وحيث يكاد يكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات”.