المملكة العربية السعودية تحتفل غداً بذكرى اليوم الوطني الـ 89 لتأسيسها
(كونا) – تحتفل المملكة العربية السعودية يوم غد الاثنين بذكرى اليوم الوطني ال 89 لتوحيد المملكة على يد المؤسس الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي وحد هذا الكيان الضخم من الخليج العربي الى البحر الاحمر بما يضمه من ثقافات متنوعة ومتعددة ليكون دولة قوية.
وارسى الملك عبدالعزيز رحمه الله نهجا قويما لبناء دولة قوية من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية والثقافية والأمنية وهو ما انتهجه خلفه من الملوك الذين سعوا الى ان تنال المملكة مكانتها العالمية حتى اخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زمام الحكم ليكمل مسيرة البناء والنهضة وهو ما تثبته المكانة العالمية الكبيرة التي تحظى بها المملكة اليوم.
وينعم الشعب السعودي اليوم في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان بواقع مزدهر وطموح كبير مع (رؤية المملكة 2030) التي بدأت ملامح وجهها المشرق تبرز في عدد من النواحي ويلمسها كل من يتابع المشاريع الكبيرة التي بدأت المملكة تنفيذها في مجالات مختلفة ويعلق عليها الشباب السعودي آمالا كبيرة خاصة في الجانب الاقتصادي الذي بدأ بإصلاحات كبيرة ومهمة أشاد بها عدد من التقارير العالمية.
وتأتي استضافة المملكة لاجتماع (مجموعة العشرين) في نوفمبر 2020 إشارة واضحة الى المكانة الاقتصادية القوية التي تحظى بها المملكة في خريطة القوى الاقتصادية العالمية بما تملكه من موارد طبيعية وطاقات بشرية وعلمية واقتصادية مميزة تسعى القيادة السعودية لاستثمارها على الوجه الأكمل لتحقيق رؤيتها الطموحة.
اضافة الى ذلك يقوم الاقتصاد السعودي بدور مهم في الحفاظ على التوازن في الأسواق الدولية للنفط من خلال عملاق النفط العالمي شركة (ارامكو) السعودية التي اثبتت مرونة وقدرة عالية على التعامل مع الظروف الاقتصادية الطارئة.
وتأخذ السعودية حجر الزاوية في التوازنات السياسية بالمنطقة خاصة للأمتين العربية والإسلامية بما يحفظ السلام والأمن العالميين بما تمتلكه المملكة من ثقل سياسي ومكانة إسلامية وعربية وخليجية وهو ما تؤكده الزيارات الكثيرة التي يتوجه بها صانعو القرار في العالم الى المملكة للبحث والتنسيق بما يخص القضايا الراهنة في ظل الظروف الاقليمية المحيطة.
ولعل استضافة المملكة للقمم الخليجية والعربية والإسلامية في شهر رمضان الماضي يبرز ما تملكه السعودية من رصيد سياسي ثري يجمع عليه قادة دول المنطقة خاصة انها عقدت في قبلة المسلمين (مكة المكرمة) وهو ما يعطي ثقلا كبيرا للمملكة التي تحتضن الحرمين الشريفين في اراضيها.
ولقيت المرأة السعودية دعما واهتماما كبيرين في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده من خلال تمكينها من تقلد مناصب قيادية في عدد من المؤسسات المهمة حيث شغلت منصب نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية وكمتحدثة رسمية باسم وزارة التعليم وسفيرة لبلادها لدى الولايات المتحدة الامريكية وكذلك في عدد من القرارات التي كانت تتطلع لها المرأة السعودية لتكون عونا وعاملا مهما في بناء مستقبل المملكة.
وحظيت الاوامر الملكية والقرارات الخاصة بالمرأة بترحيب واسع بين أواسط المجتمع السعودي ومنها السماح بقيادة المرأة للمركبات والتعديلات الاخيرة في نظام وثائق السفر وكذلك دخول المرأة لعدد من الوظائف التي كانت قصرا على الرجال في السابق ومنها تمكين المرأة من تحصيل رخصة التوثيق من وزارة العدل والعمل كمعاينة ومباشرة للحوادث المرورية.
وفي خدمة ضيوف الرحمن تقوم المملكة بدورها الكبير كل عام باستضافة الملايين من حجاج بيت الله الحرام لتأدية مناسك الحج بكل اقتدار وهو ما يشهده العالم اجمع عاملة على راحة الحجيج وأمنهم وسلامتهم حيث تقدم كل عام درسا عمليا في إدارة الحشود والتفويج وكذلك للمعتمرين وزوار المدينة المنورة على مدار العام.
وتقوم السعودية بتكاتف الجهات المعنية فيها والمتطوعين بتقديم خدمات رائدة ورعاية ممتازة لضيوف الرحمن سواء الصحية او الخدمية ما يسهل عليهم تأدية مناسكهم والتنقل بين الشعائر بكل يسر وسهولة وامن.
ومن حرص المملكة على التعليم توجه هذا العام اكثر من ستة ملايين طالب في جميع المراحل التعليمية للحصول على الخدمات التعليمية المجانية التي تقدمها السعودية لأبنائها في جميع المراحل من خلال الاف المدارس وكذلك 28 جامعة وعدد من المعاهد التقنية والإدارية بالاضافة الى خطط الابتعاث الخارجي.
وشهدت المملكة منذ تأسيسها تطورا كبيرا في جميع النواحي ومنها الصحية حيث يقدم 2393 مركزا الرعاية الصحية الأولية لأبناء المملكة فيما بلغ عدد المستشفيات 282 مستشفى في جميع التخصصات بسعة 43 الف سرير.
وتولي المملكة اهتماما كبيرا لقطاع النقل لاسيما مع مساحتها الشاسعة حيث بلغ طول الطرق التي تربط المدن الرئيسية ببعضها 66 الف كيلومتر وتمتلك السعودية 28 مطارا هي خمسة مطارات دولية و13 مطارا اقليميا وعشرة مطارات محلية والتي اضيف اليها مؤخرا مطار (خليج نيوم) في منطقة (شرما) بالاضاف الى تسعة موانئ بحرية وكذلك 18 قطارا بعربات حديثة للركاب وعربات الشحن.
وفي المجال العسكري تعد المملكة من الدول الخمس الأكبر في العالم من حيث الإنفاق العسكري حيث تسعى من خلال تأسيسها للشركة السعودية للصناعات العسكرية كخطوة طموحة ضمن استراتيجية المملكة الى توطين 50 بالمئة من الصناعات العسكرية والارتقاء بها للمعايير العالمية حيث أطلقت مؤخرا برنامج تراخيص مزاولة أنشطة الصناعات العسكرية بهدف تطوير قطاع صناعات عسكرية محلية مستدام ورفع مستوى الشفافية وكفاءة الانفاق وفتح باب الاستثمار فيه.
كما أولت المملكة اهتماما كبيرا للشباب الذين يعتبرون اكبر شريحة في المجتمع السعودي من خلال الاهتمام بالأنشطة الرياضية التي حققت فيها نجاحات كبيرة على المستوى الاقليمي والقاري ومن خلال استقطابها للعديد من الفعاليات والمسابقات العالمية مثل (الفورمولا إي) ومنافسات المصارعة الحرة (دبليو دبليو إي) وستحتضن في شهر يناير المقبل لأول مرة في قارة آسيا (رالي داكار).
وفي الجانب الثقافي تزخر المملكة بتنوع ثقافي كبير من لهجات وأغان وملابس وحتى المأكولات كالشمال والجنوب والحجاز ونجد والشرقية وباقي مناطق المملكة تتميز كل منطقة بطابعها وتختص كل منها بجمالها ما شكل مزيجا ثقافيا رائعا تسعى المملكة الى تعريف العالم اجمع به.
كما أقامت السعودية محافل ثقافية عالمية مميزة شارك فيها فنانون عالميون كبار وعمالقة الفن العربي ومنها كان مهرجان (شتاء طنطورة) الذي أبهر محبي الفنون بطابع خاص تميزت به منطقة (طنطورة) في (العلا) كذلك تزخر المملكة بعدد من المتاحف المقامة على احدث طراز وتحتضن قطعا اثرية قيمة اجتذبت المهتمين بالجانب الثقافي.
وتسعى الى وضع بصمة خاصة ومميزة في خريطة العالم السياحية من خلال اقامتها المشاريع الضخمة والطموحة ومنها (نيوم) و(القدية) و(البحر الأحمر) واستقطابها لأكبر المستثمرين في قطاع بناء المجمعات التجارية بالمنطقة.
وتمثل العلاقات الكويتية – السعودية مدرسة مميزة في تأسيس العلاقات بين الدول من حسن جوار وتعاون مثمر على جميع الأصعدة تقوي وشائجها علاقات اخوية رائعة بين قادة البلدين منذ تأسيس الدولتين وروابط الدم والنسب والمصير المشترك بين شعبيهما ما أعطى العلاقات بين البلدين خصوصية قلما تجدها بين الدول.
وعلى الصعيد الدولي والإقليمي تتسم مواقف البلدين بالتوافق والتنسيق الكبير وتوجت في 18 يوليو 2018 وانطلاقا من توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح واخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في توثيق الروابط وتعزيزها بتوقيع الكويت والسعودية محضر إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين كإطار عام يندرج تحت مظلته جميع مجالات التعاون والعمل المشترك بين البلدين.
وتبقى السعودية الدولة القوية المتطورة والطموحة دائما لبناء اكثر وأكبر وتطور وتجديد ونماء وركيزة سلام واستقرار للمنطقة والعالم أجمع.