الرئيس اللبناني يدعو الى تسهيل ولادة الحكومة ويحذر من استغلال الشارع 

(كونا) – دعا الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الخميس الكتل النيابية الى تسهيل ولادة الحكومة الجديدة محذرا القيادات والمسؤولين من “ان استغلال الشارع في مقابل آخر هو اخطر ما يمكن ان يهدد الوطن وسلمه الاهلي”.

واضاف عون في كلمة وجهها الى اللبنانيين في الذكرى الثالثة لانتخابه “ان الاعتبار الوحيد المطلوب هذه المرة هو ان تلبي الحكومة طموحات اللبنانيين وتنال ثقتهم اولا ثم ثقة ممثليهم في البرلمان”.

واشار الى “بذل جهود كبيرة لمعالجة الاوضاع الاقتصادية لكنها لم تأت بالنتائج المرجوة بعد فالخطة الاقتصادية الوطنية لا تزال بانتظار اقرارها ومشاريع البنى التحتية التي سيتأمن تمويلها من الجهات المانحة في اطار مؤتمر (سيدر) مجمدة”.

ولفت الى انه “من المفترض ان تتحرك بعد استجابة الحكومة المستقيلة لمعظم الشروط الموضوعة وصار هذا الملف الثقيل في انتظار الحكومة الجديدة التي يجب ان تضعه على السكة الصحيحة والسريعة”.

واكد عون المضي في الحرب على الفساد “مهما كان الطريق شاقا” داعيا اللبنانيين للضغط على النواب لاقرار قوانين “انشاء محكمة خاصة بالجرائم الواقعة على المال العام والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة ورفع الحصانات والسرية المصرفية عن المسؤولين الحاليين والسابقين وكل من يتعاطى المال العام”.

وشدد على “ان لبنان يدفع ثمن رفضه بشكل قاطع الضغوط المتواصلة لابقاء اللاجئين السوريين حيث هم لاستعمالهم في ما بعد ورقة ضغط عند فرض التسويات السياسية”.

ولفت الى ان لبنان سيدخل بعد شهرين نادي الدول المنتجة للنفط بعد ان اصر على اقرار الحكومة مراسيم استخراج النفط والغاز ما سيؤمن متنفسا اقتصاديا على المدى الطويل.

وقال للبنانيين الذين شاركوا بالاعتصامات وخصوصا الشباب منهم “تمكنتم من ايصال هذا الصوت الذي صدح مطالبا بحكومة تثقون بها وبمكافحة الفساد الذي نخر الدولة ومؤسساتها لعقود وبدولة مدنية حديثة تنتفي فيها الطائفية والمحاصصة”.

واضاف “امامنا واياكم عمل دؤوب لاطلاق ورشة مشاورات وطنية حول الدولة المدنية لاقناع من يجب اقناعه بأهميتها وضرورتها” ودعاهم الى عدم السماح لاحلامهم وخياراتهم ان تتهاوى امام توظيف من هنا واستغلال من هناك”.

وتعهد مع بدء النصف الثاني من الولاية الرئاسية بمتابعة الحرب على الفساد والدفع باتجاه اقتصاد منتج وبذل الجهود لاقامة دولة مدنية عصرية والتخلص من براثن الطائفية.

وعدد عون في كلمته ما تحقق على صعيد القضاء على الارهاب وخلاياه النائمة واقرار قانون انتخابي جديد واجراء تعيينات في مؤسسات الدولة والجيش والاجهزة الامنية والقضاء وعودة المالية العامة لكنف الدستور وقانون المحاسبة العمومية واصدار ثلاث موازنات بعد 12 عاما على انقطاعها.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قدم استقالة حكومته لرئيس الجمهورية يوم الثلاثاء الماضي بعد 13 يوما من مظاهرات واحتجاجات في معظم المناطق اللبنانية دعت الى استقالة الحكومة واحتجاجا على الاوضاع الاقتصادية والمالية المتردية.