الرئيس المصري: حالة الاضطراب بالشرق الأوسط تهدد كل دول الاقليم
(كونا) – قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء ان حالة الاضطراب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تمثل تهديدا لكل دول الاقليم لافتا الى أن تحقيق الأمن والاستقرار يمثل أولوية لهذه الدول.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك للرئيس السيسي مع نظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في ختام مباحثات قمة ثلاثية تعد السابعة من نوعها.
واشار السيسي في كلمته الى تجديد قادة الدول الثلاث التأكيد على أن “الارهاب ظاهرة دولية لا يمكن الربط بينها وبين دين أو حضارة وتحتاج الى مضاعفة الجهود الدولية المبذولة لمواجهتها”.
وأكد في هذا السياق أهمية “تجريم” ما توفره بعض الدول من دعم مادي وبشري للأعمال “الإرهابية” والسماح بعبور ونقل المقاتلين الأجانب عبر أراضيها “لتهديد أمن واستقرار الدول الأخرى وتوفير حواضن آمنة ونوافذ اعلامية لتلك الجماعات”.
ولفت الى قضية الهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من مسببات ونتائج وكذلك سبل معالجتها مؤكدا أهمية “عدم تسييس” قضايا اللاجئين والمتاجرة بآلامهم أو استخدامهم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب ضيقة.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية ذكر السيسي أن قادة الدول الثلاث أكدوا أن التوصل لحل سياسي شامل في ليبيا يعد السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار بها وضرورة المعالجة الشاملة لجذور الأزمة الليبية “عبر الالتزام بتطبيق عناصر خطة الأمم المتحدة التي اعتمدها مجلس الأمن نهاية عام 2017”.
وشدد على أهمية توحيد مؤسسات الدولة الليبية وتحقيق الرقابة البرلمانية على القرار السياسي والاقتصادي الليبي بالاضافة الى المواجهة الحاسمة للتدخلات الخارجية الرامية لاستمرار عدم الاستقرار في ليبيا “عبر دعم الميليشيات الارهابية بها”.
وحول المستجدات على الساحة السورية أكد الرئيس المصري دعم قادة الدول الثلاث لجهود المبعوث الأممي لسوريا والحاجة “الملحة” لاستئناف الحوار بين جميع أطراف الأزمة السورية تحت مظلة الأمم المتحدة في أقرب فرصة ممكنة “وصولا للتسوية السياسية المنشودة”.
واكد في الوقت ذاته “الرفض التام لمحاولات استخدام القوة واستقطاع جزء من الأراضي السورية وفرض أمر واقع جديد في المنطقة فيما يعد انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية”.
وعن القضية الفلسطينية اوضح السيسي أنه “لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها الحق في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ولفت الى أن محادثات قادة الدول الثلاث تناولت “بالتفصيل” التطورات في منطقة شرق المتوسط وما تشهده من توتر وتصعيد في المواقف قد ينتج عنها استقطاب دولي واقليمي “بسبب الممارسات أحادية الجانب التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل والاضرار بمصالح دول الإقليم”.
واكد أن تحقيق الأمن والاستقرار يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة للجميع الامر الذي يستدعي التكاتف من أجل الحفاظ عليها وتأمينها مضيفا “وبدونه لا يمكن أن نجني ثمار آلية التعاون الثلاثي”.
وجدد السيسي كذلك دعم جهود الحكومة القبرصية “من أجل التوصل الى حل شامل وعادل للقضية القبرصية استنادا الى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
واشار الى ان القمة تناولت الدور الذي يمكن أن تلعبه “آلية التعاون الثلاثي” في تحقيق قدر كبير من التقارب بين الدول العربية والدول الأفريقية من جانب ودول الاتحاد الأوروبي من جانب آخر.
وشدد على أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور المشترك والتعاون بين الدول الثلاث على الصعيدين السياسي والاستراتيجي والعمل على الارتقاء بالتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة وتعزيز التنسيق والتعاون خاصة (منتدى غاز شرق المتوسط).